ملاحظات على الحلقة!!

ماجد هادي (مقال):

لي صديقٌ عزيز، اعرفه رجلا عمليا ناجحا، كنّا نتشارك هموم العمل الدعوي سويا، سواءا في الحلقة، او في الأعمال الخيرية العامة.
كانت بدايتنا من الحلقة طبعا، المحضن التربوي الذي علـّـمنا وانطلقنا منه.
كنّا ما نتحدث دائما عن مشاكل الحلقة وما أثرت امتدادا في النادي الصيفي او غيره من المناشط التي كانت تجمعنا، اتفقنا وقتها على
مشروع عام (دعوي - اجتماعي) وتعاهدنا في تنفيذه.
وشاءت حكمة الله ان نفترق مع مشاغل دراستي الجامعية. ثم التقينا سويا بعد طول الفراق في هذه الإجازة بما تغيرنا سويا من اثر
الابتعاد والغربة.
وأخذنا بعد عدة جلسات نتحاور في بعض الأطروحات التي لاحظها مؤخرا على الحلقة ، وما اعتراها من تغيير وملاحظات وأخطاء
جوهرية، والتي لا تخلو بعضها من المنطقية والفائدة.
ومع استمرار المناقشة لاحظت عليه بعض التغيرات وربما انا من تغيّر، منها علو قيمة الرأي الذي يتبناه الى حد اليقين به،
وليس كونه رأيا قابلا للخطأ والصواب، الانشغال التام بحياته الخاصة من اولاد وبناء واعمال خاصة وعزوفه عن العمل الدعوي/التطوعي
تماما، اضافة الى استقلاليته وانعزاليته عن الشباب! والتي ادت –بلا شك- الى ترك العمل الدعوي بالكلية والاكتفاء بالنقد والتقويم من بعييد!
شخصية صديقي قد رأيتها اليوم منتشرة في كثير من شرائح شبابنا في الحلقات، وأن أعدادا كبيرة من هؤلاء تحولوا الى مجرد منظـّـرين
وزوّار في الوقت نفسه، كما ان أفكارهم ونفسياتهم ليست قابلة في المساهمة في العمل في برامج الحلقات أو حتى في النشاط الاجتماعي
عبر مؤسساتها المختلفة والمتنوعة لكونها غير مجدية او غير متطورة او خاملة منذ القدم لا نتائج من ورائها- حسب وجهة نظرهم-.
وكل الذي يملكونه هو ان يدخِلوا الحلقة أو البرنامج أو الملعب او أي عمل دعوي او اجتماعي الى مختبر التحليل، أو يتهربوا من المسؤولية.
ومن معايشتي البسيطة لواقع الدعوة والدعاة بمختلف أطيافهم خلال السنوات التي قضيتها في رحاب ضمد, وجدت هذه الملاحظة والتي
تصل الى حد الظاهرة بين شباب الدعوة والمتفانين في خدمتها...
لم يكن في منهج السلف الصالح ان يتعالوا عن خدمة الاسلام ومشاركة المصلحون والعاملون وينفردوا للنقد والتنظير وعدم المشاركة من الداخل.
ولم يكن (رواحل)الامة و(رواد)التاريخ يجلسون في بيوتهم، ويقرؤون التاريخ من خلال مجاهر النقد ، او عدسات التحليل.
بالفعل!! لقد صارت قلوبهم مملوءة بالهم ومشحونة بالنقد. ولكن ليس لها سبيل للعمل الميداني فضلا من التجديد والبناء الدعوي.
وان وجدوا المساءلة من الناس قالوا: إننا قد أمضينا بالحلقات والعمل الدعوي وجاء دورنا في النقد وتصحيح المسار من خلال المشاهدة
من الخارج، وابداء النصح والرأي. وتأبى سنة الكون في التغيير الا ان يكون من الداخل.
بالمناسبة، زميلي الناقد عندما التقيته في منتصف البرنامج الماضي عارضا عليه فكرة مشاركتنا هذا المنشط - المختلف تماما عن ما كنّا
نناقشه سابقا - إذا به يعيد إليّ تلك القائمة من الملاحظات المكرورة التي رآها ويصعب عليه مشاركتنا.